تساؤلاتي قد تكون غريبة، ولكنها مقلقة. أنا فتاة في الـ 17 من عمري، منذ صغرنا ونحن نسمع أن البنت جسدها عورة، وشعرها عورة، ويجب حمايتها من غير المحارم. ولم يسبب لي هذا أي ضيق أو كبت؛ فأنا محجبة والحمد لله، ملابسي فضفاضة؛ لا تشف ولا تصف.
أجد الفتيات الكاسيات العاريات؛ وأتساءل: كيف يمكن أن يظهرن بهذا الشكل دون خجل؛ بل يشعرن بالتباهي أمام مطاردة نظرات الناس لهن!
استمر تديني والتزامي؛ ولم أشعر بالضيق. وأصبر نفسي بأن الجنة جزاء المؤمنين الصابرين، وسأفعل ما يحلو لي في الجنة. وهنا جاءت المشكلة؛ فأصابني العجب من التفكير في حالي بالجنة.
فأعتقد أنني في الجنة سأرتدي ما أريد، ويراني كل الرجال من غير محارمي. لن أستطع، أين حيائي؟ ثم كيف يرونني دون أن أثيرهم؟ فأرجع وأقول لنفسي: في الجنة الأمور مختلفة. وسيدخل الجنة المؤمنون فقط، وقوانينها لا تطابق الدنيا.
ولكن إذا كنت هناك لن أجذب الأنظار؛ فلماذا أجذبها في الدنيا؟، لماذا خلق الله جسد المرأة وشعرها يفتن الرجال بينما العكس غير صحيح؟ لماذا خلقنا الله فتنة لهم؛ ثم فرض علينا الحجاب؟
اختلط عليّ الأمر؛ وبدأ الشيطان يوسوس لي في هذا الأمر ليل نهار. ولا أستطع محاربة الشيطان وحدي.